إن الإدارة الإسلامية إدارة إلهية تستمد منهجها من وحي السماء، ولذلك فهي تتسم بالشد مولية وعلامة الفطرة الإنسانية على اختلاف الأزمنة والأمكنة. ولقد كانت حياة الرسول نموذج حية لتلك الإدارة فكرة وممارسه وقر و عم . ونحن بوصفنا معلمين أمرنا الله و بالاقتداء والتأمي بالرسول ، حيث يقول تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله به واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) ( الأحزاب : 21). وقال تعالى أيضا : ( وما أتاكم الرسول قد و وما نهاكم عنه فانتهوا ) الحشر ، آيه :7) ، وفي هذا الوقت بالذات نجدنا كمسلمين أحوج ما نكون للاقتداء بالرسول كمشرع و قائد ومرب حتى تعود للأمة الإسلامية هيبته او عزت ا وإدارتها المستقلة المتميزة ( المطيري، 1994 :119).
لذا قد من الله لا على الأمة الإسلامية بأن وضع لهم نهاية وجودها بأنه من يعدل صد الحا سيكون مصيره إلى الجنة تصديقا لقوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعمة وا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزل 4 ( الكهف : 107 ) ، فهذه الرؤيا التي يجب أن يضر معها كل
مسلم نصب عينه، ويعمل من أجلها .
ولقد كان من عظيم امتنان الله على خلقه أن بعصرهم بالغاية من وجودهم (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعيدون) (الذاريات:56)، وسخر لهذه الغاية كافة المعلومات والبيانات التي تلزمهم الفهم حقيقتها ومتطلباتها، وأبدع استراتيجيات عملية واضحة لتحقيق شرط الخلافة او د الله الذين أتوا
منكم و عملوا الصالحات لسفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليكن لهم دي هم الذي ارتضی لم وليداهم من بعد خوفهم أمة يعدونتي لا يشركون بي شي" ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) (النور:55)، ووجه خلقه الهدف العام من خلافتهم و هو إعمار الأرض، وإرضاء الله تعالى، وتحقيق العدل ، وقد صيغت كلها في رسالة سامية ، ووضعت وفق جدول زمذي بد دو كإستراتيجية محكومة بعمر الإنسان ، لكنها في الحقيقة ممتدة بعمر الأجيال ( الدجني، 2006 :2). فكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا ضرورة العمل لتحقيق الهدف العام في الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده: عن شداد بن أوس، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله يس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت واله ماجر ة ن ا ع نفسة ة هواء ، وتمذی علم الله به" (مسند أحمد، ح : 16500).
وقد برزت معاني التخطيط الإستراتيجي جلية واضحة، واقترنت بالتربية والتعليم والتنمية في منهجنا الإسلامي الحنيف ، ولعل هذه المفاهيم - وإن لم تأخذ هيكله ا الإداري المعاصد رموجودة في العديد من توجيهات القرآن الكريم والسنة المطهرة، فالمفاهيم الحديثة لعمليات التربية والتعليم والتنمية والتخطيط من أبرز المفاهيم التي حظيت باهتمام متعاظم حتى باتت تستحوذ على جل اهتمام الدول والمؤسسات والأفراد (الدجني ،2006: 2).
يعد التخطيط الإستراتيجي من المفاهيم الإدارية الحديثة التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر، وارتبط هذا المفهوم بالمفاهيم العسكرية ثم الصناعية. وحيث إن مفهوم التخطيط الإستراتيجي يترابط مع مفهوم الإستراتيجية (Strategy) ، فهو الأسلوب الذي تتم اره الإدارة للاستفادة من الموارد المتاحة لها ولتحقيق أفضل النتائج المسلمي، 2000: 120).
