تمهيد
إن نظام المحاسبة عن التكلفة على اعتباره واحدا من النظم الفرعية للمعلومات، غالبا ما يتاثر بمتغيرات البيئة الخارجية المحيطة به، ومن متغيرات البيئة الخارجية التي انعكست على نظم محاسبية التكاليف التي تشهدها الأسواق المحلية والعالمية من زيادة حدة المنافسة، وظهور الأسواق المشتركة وتنفيذ الاتفاقيات الدولية للتجارة.
ولقد أدت هذه العوامل أو المتغيرات الحديثة - نسبية - إلى ضرورة البحث عن وسائل التخفيض تكلفة الوحدة تدعيمة لمركز المنشأة التنافسي، وغالبا ما تبحث المنشأة عن وسائل تخفيض تكلفة الوحدة في نفس الوقت الذي ترتفع فيه تكلفة مدخلات العملية الإنتاجية ( عناصر إنتاج) من خامات وعمالة. ولقد ساعدت محاسبة التكاليف بالتعاون مع الإدارات الفنية على تحقيق هذا الهدف من خلال زيادة حجم الإنتاج، وإيجاد وسائل أو طرق إنتاجية مستحدثة تعمل على تخفيض تكلفة الوحدة .
ومن الأساليب التي استخدمت في محاولة تخفيض تكلفة الوحدة المنتجة، ومحاولة تحقيق مستوى أفضل من الجودة، عملية التحول في العملية الإنتاجية من الاعتماد على العصر البشري بي الاعتماد على النصر المالي القائم على الميكنة؛ أو الإنتاج بواسطة الحاسب. وقد أدى هذا التحول إلى حدوث تغيرات في بنود هيكل التكلفة.
وعلى ذلك يمكن القول بأنه نتيجة تطور أساليب وطرق الإنتاج واعتمادها على الحاسب الآلي تحول هيكل التكلفة من هيكل تمثل فيه تكلفة العمالة المباشرة عصرا هاما أو مؤثرة في ظل النظم اليدوية والنصف آلية وتنخفض فيه التكلفة غير المباشرة ، إلى هيكل تمثل فيه بنود التكاليف الصناعية غير المباشرة عنصرا هاما وجوهرية.
استنادا على ذلك يمكن القول بأن هناك علاقة طردية قوية بين درجة الآلية التي تقوم عليها العملية الإنتاجية وبين الحجم النسبي للتكلفة الصناعية غير المباشرة ارتباطأ بإجمالي التكلفة الصناعية للمنشأة.
وعليه يمكن القول بأنه كلما ارتفعت درجة الآلية وانخفض العنصر البشري، أدى ذلك إلى التأثير على هيكل التكلفة الصناعية للمنشاة في اتجاهين:
- الاتجاه الأول: تخفيض تكلفة العمالة المباشرة. - الاتجاه الثاني: زيادة التكلفة الصناعية غير المباشرة.
